Investing.com - تأسست مجموعة العشرين قبل 19 عاما، وكانت تقتصر اجتماعاتها على وزراء المالية ورؤساء المصارف المركزية للأعضاء فقط، ولكن في عام 2008 وبعد اندلاع الأزمة المالية العالمية، تم توسيع نطاق أعمالها ليشمل قمة سنوية تجمع رؤساء الدول الأعضاء.
تلعب دول مجموعة العشرين دور مهم وحيوي في الاقتصاد العالمي، وذلك من خلال ما تنتهجه من سياسات وما تصدره من قرارات، ولهذا هناك مجموعة من المعايير يجب أن تتوافر في أي دولة ترغب في الانضمام لمجموعة العشرين.
وحتى تصبح أي دولة عضوة في مجموعة العشرين، يجب أن يكون لها دور محوري في الاقتصاد العالمي، ويجب أن تكون قادرة على المساهمة فيه بشكل قوي وفعال، وبالتالي فمن الطبيعي أن تكون المملكة العربية السعودية عضوا في هذه المجموعة، فهي تلعب دورًا أساسيًا في استقرار أسواق النفط العالمية.
تعد المملكة العربية أكبر مصدر للنفط على مستوى العالم، فخلال سبتمبر الماضي صدرت ما يزيد عن 7.4 مليون برميل يوميًا من النفط، وفي أكتوبر بلغ إنتاجها 10.7 مليون برميل يوميًا، وهو ما يمثل أكثر من 10% من الإنتاج العالمي، هذا بالإضافة إلى أنها الثقل الأكبر في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك".
وبجانب النفط، تمتلك السعودية طاقة شمسية كبيرة جدًا، تعمل حاليًا على توظيفها من خلال تأسيس أكبر شركة للطاقة الشمسية في العالم، بالشراكة بين صندوق الاستثمارات العامة وسوفت بنك.
ولكن أهمية المملكة العربية لا تقتصر فقط على مصادر الطاقة، فقد زادت جاذبيتها وصارت من الدول الجاذبة للاستثمارات العالمية، بعد إطلاقها "رؤية المملكة 2030"، التي تهدف لتنويع مصادر الدخل، والاعتماد بشكل أكبر على القطاعات غير النفطية.
خلال الأشهر الماضية، عقدت السعودية العديد من الصفقات الكبرى مع أهم وأكبر الشركات العالمية، لتصير وجهة للاستثمارات الأجنبية، سواء في مجال الصناعة أو المشروعات الترفيهية مثل إنشاء دور السينما ودار الأوبرا والمشاريع السياحية الضخمة التي تعكف المملكة على الإنتهاء من تأسيسها حاليًا، مثل "نيوم" و"القدية" ومشروع البحر الأحمر.
أعلنت حكومة المملكة عن مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية، التي ستنقل اقتصاد السعودية إلى مكانة أخرى، وقد شملت هذه الإصلاحات تطوير السوق المالية، الأمر الذي نتج عنه ترقية السوق السعودية ضمن مؤشري "فوتسي راسل" و"MSCI" للأسواق الناشئة في مارس ويونيو الماضيين، في الوقت الذي تنوي فيه "ستاندر آند بورز داو جونز" ضم السوق إلى مؤشراتها للأسواق الناشئة في مارس 2019.
يشار إلى أن قمة قادمة مجموعة العشرين قد انطلقت هذا العام للمرة الأولى من أمريكا الجنوبية، وتحديدًا في الأرجنتين، ومن المقرر أن تناقش القمة عدد من الأزمات السياسية والاقتصادية التي تواجه الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن.